تخصّصُ أوكرانيا قطعة أرض لشركة (Rheinmetall) الألمانية من أجل إنتاج قذائف المدفعية عيار 155 مم

من المُرتقبِ أنْ يتم توقيع إتفاقية تعاون وَ شراكة بين المُركب الصناعي الحرب الألماني (Rheinmetall) وَ وزارة الدفاع الأوكرانية خلال أشغال المعرض العسكري (DSEI)، الذي ستحتضنُه لُندن 17 أيلول 2025 م – و يتعلّقُ الأمر بتقديم هذه الشركة منظومة الدفاع الجوي المُتحركة (Skyranger) المُوجهة ضد المُسيرات – و حسب المعايير الفنية فإنّ هذه الأنظمة قادرة على حماية مساحة قدرها 16 كم مُربع، وَ سيتمُ تسليم الدفعة الأولى من هذه الأنظمة في آواخر السنة الجارية. فهذا العقد يظل مُهما بالنسبة للإقتصاد الألماني، و قد صرّحَ بذلك المُدير العام للمؤسسة المُنتجة آرمين بابرجر للقناة (ZDF) – و أكد على ضرورة توظيف هذه النماذج في ظروف الحرب القائمة على المسيرات، حيث يُمكن وضع هذا النموذج على متن الآليات المتنقلة لإعتراض المسيرات بشكل فعال.

وَ لكن في اليوم الثاني بعد هذا التصريح يُدلي آرمين بابرجر لصحيفة (The Wall Street Journal) بأنّ سوق المُسيرات التي تُوظف في قصف الأهداف مُعرّض للمراجعة، و من الناحية الإقتصادية يُمكن أن يتحوّل إلى فُقاعة غير مُجدية للمستثمرين التقلديين في سوق التسليح، رغم إرتفاع مؤشر الإنتاج المُتنامي للمسيرات على خلفية الحرب في أوكرانيا.

يُساورنا القلق بخصوص تصريح صاحب الأعمال في مجال التسليح أنه يشك في مستقبل صناعة المسيرات، و هو يُقدم عروضاً مُغرية ترتبط بالدفاع ضد المسيرات ذاتها؟ إنَّ الرسالة مُوجهة أيضاً إلى مُنتجين آخرين أمثال: (Lockheed Martin) وَ (Anduril).

فمنطق الربح، الذي يتشبث به رجال الأعمال من هذا المُستوى، يؤكد بأنّ سعر المُسيرات في إنخفاض مستمر بسبب التطور التقني الذي يشهدُهُ هذا الصنف من الترسنة، وَ المسيرات ذات المدى القريب يقترب مؤشرُها السوقي إلى ألف يورو لكل وحدة، في حين أنّ المُسيرات البعيدة المدى إنخفض سعرها المُتوسط إلى ألفين يورو لكل وحدة، وَ هذا المنحى سيُواصل الإنخفاض لأسباب موضوعية.

فمن أجل الحصول على فائدة ملموسة قيمتها مليار يورو يتوجب إنتاج مسيرات بحجم كبير بمئات الآلاف من المسيرات. فالدول الأخرى – عدى طبعاً أوكرانيا – ليست في حاجة إلى هذا الحجم الكبير، و لذلك فإن منطق السوق لا يؤيد هذا التوجه لذات الأسباب. من جهة يتوفّرُ عامل الضرورة العسكرية العملياتية الذي يقضي بضرورة رفع حجم الإنتاج للمسيرات؛ و من جهة أخرى هناك عامل الفائدة التجارية من هذا الإنتاج؟

لأنَّ إنتاج قذائف المدفعية عيار 155 مم بسعر يتراوح من ثلاثة إلى أربعة آلاف يورو للوحدة أهم بكثير من إنتاج المسيرات التي ربما ستصبح تُسوق بخمسمائة يورو للوحدة – فكيف سيتصرّفُ رجل الأعمال في هذه الحالة؟ و خاصة في المُنتظم الأوروأطلسي الذي يعتمد على القطاع الخاص، خلافاً للمنظومة الدفاعية الشرقية التي بدأت تتبلور الآن إنطلاقا من الإستعراض العسكري المبهر بالعاصمة الصينية؟

و نُذكّرُ أنّ الإستثمارات المُهمة التي قامت بها شركة (Rheinmetall) مُرتبطة بالتسليح التقليدي، و لقد تم الإعلان في نهاية آب 2025 م عن مشروع تشييد مصنعين للبارود وَ القذائف ببلغاريا وفقاً لمعايير الناتو، بما فيها أحجام مرتبطة بأوكرانيا، و القيمة الإجمالية لهذا الإستثمار تُقدر بمليار يورو.

وَ الجدير بالذكر بأنّه تم تدشين مصنع إنتاج ذخيرة المدفعية بالمدينة الألمانية أنترلوس من طرف ذات الشركة الألمانية (Rheinmetall) – الاضخم بأوروبا – بسعة إنتاجية قدرها 350 ألف قذيفة عيار 155 مم في السنة و التي ستبلغها في عام 2027 م. و بالمُناسبة لقد حضر مراسيم التدشين الأمين العام لحلف الشمال الأطلسي مارك روتيه و كان بجواره وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس؛ و بداية من 2026 م فإنّ هذا المصنع سيباشر في إنتاج منظومة الدفاع المرتبطة بإطلاق الصواريخ. و هناك أيضاً مشروع مماثل برومانيا مرتبط بهذه الخوارزمية.

و في ذات السياق، و لقد عرفنا من مصادر الإعلام المفتوحة بأنّ أوكرانيا خصّصت لشركة (Rheinmetall) قطعة أرض – في المناطق المحصونة – لتشييد مصنع لإنتاج القذائف عيار 155 مم للمدفعية – و صرّحَ بذلك وزير الدفاع الأوكراني دنيس شميغال. وَ نفهمُ من هذا السرد بأنّ (Rheinmetall) غير مُهتمة في إنتاج المسيرات، وَ هي مشغولة لسنوات قادمة بعروض "تقليدية" تعودُ بالفائدة الملموسة عليها.

(*) الملفات الكاملة تُرسلُ فقط للمشتركين بشبكتنا الإعلامية، و يُمكن الحصول عليها بإرسال طلب عبر بريدنا الإلكتروني المُقيّد على الصفحة الرئيسية بالفايسبوك (doljnika@ukr.net)